تقييم أفضل التقنيات المتوفرة لمعالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها في المناطق الريفية/المحلية في دول منطقة جنوب البحر المتوسط
تتسم المناطق الريفية بارتفاع معدلات الفقر ونقص العمالة الماهرة المقيمة. وتتمثل المعوقات الرئيسية في توفير التمويل والمهارات اللازمة لتشغيل محطات المعالجة وإدارتها. وبالتالي، فإن اختيار التقنية وعملية المعالجة تمثل أهمية بالغة لنجاح مشروع معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها.
يهدف تقييم أفضل التقنيات المتوفرة لمعالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها في المناطق الريفية إلى تلبية الحاجة إلى خيارات تكنولوجية ملائمة تستند إلى معايير الاختيار التي تعمل على التوفيق بين خصائص المناطق الريفية ومواصفات تقنيات المعالجة.
وفي بداية التقرير، جرى عرض خصائص المناطق الريفية التي تعتبر قاسمًا مشتركًا بين معظم الدول الشريكة والتي تعتبر وثيقة الصلة بالتقييم. تبع ذلك مراجعة عدد من تقنيات معالجة المياه وإعادة استخدامها التي تلائم المناطق الريفية. تظهر المراجعة وجود تقنيات في السوق يمكن استخدامها في المناطق الريفية ولا تحتاج إلى فنيين ذوي مستوى تدريبي عالٍ وتكاليف باهظة ليتم تشغيلها وصيانتها. ويطلق على هذه الأنظمة مسمى "أنظمة المعالجة الطبيعية" وهي لا تتطلب دخل طاقة إلا لبعض عمليات الضخ الخاصة بنقل مياه الصرف الصحي والمخلفات السائلة.يتسم تشغيلها بانخفاض تكلفته ويكفي لتشغيلها عامل زراعي واحد.ومع ذلك، فإن الأنظمة الطبيعية مقيدة بمتطلباتها العالية من جهة مساحة الأرض اللازمة لها. وحيث إن توفر الأراضي هو أمر متغير، يخلص التقرير إلى غياب "الحل الشامل الذي يناسب مختلف الظروف".يعيق التنوع الوطني والإقليمي إمكانية اختيار عملية/تقنية "واحدة" يمكن استخدامها.ووفقًا لذلك، يصف التقييم عملية الاختيار استنادًا إلى مجموعة من المعايير التي يمكن أن يستخدمها صانعو القرار كأداة لاختيار تقنية المعالجة الأكثر ملاءمة وللمجتمعات المناسبة. ويوصي التقرير بضرورة اختيار التقنية الأقل سعرًا والأسهل في التشغيل عقب إجراء التحليل النهائي.
البيئة السياسية المواتية تعدُّ شرطًا للنجاح.وهناك حاجة إلى صياغة سياسات وإستراتيجيات مناسبة لدعم مشروعات معالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها.كما تم خلال التقييم عرض الإرشادات التي تختص بدمج مسألة معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها في السياسات والإستراتيجيات والخطط الوطنية.