تعاني منطقة المتوسِّط من ندرة الموارد المائيّة التي تفتقر الى التوزيع المتساوي على المستويين المكاني والزماني وتتصف بتدني النوعيّة وسوء الإدارة. ومن المتوقع أن يزيد الوضع سوءا" نظراً للتزايد السكاني والميل المتنامي إلى النزوح من الريف/التمدّن المفرط، والنمو الاقتصادي المتقلِّب والتأثير غير المتوقَّع للتغيّر المناخي. ولقد ركّزت الدول تقليديا وبدرجةٍ أكبر على الاستثمار في "الأجهزة" من خلال تمويل مشاريع بنية تحتيّة كبيرة وبدرجةٍ أقلّ على "البرمجيّات" من حيث القيام بإصلاح السياسات وتطوير الحوكمة في مجال المياه وزيادة كفاءة الأستخدام وتأمين الاستدامة الماليّة والبيئيّة والتكيّف مع التغيّر المناخي وكذلك التلطيف من حدّته. ويكمن التحدي في الوقت الحاضر في إدارة الموارد المائيّة بصورة شاملة، بطريقة شفافة وقابلة للمساءلة وذلك بهدف المساهمة بصورة فاعلة في التنمية المستدامة لمنطقة المتوسِّط واستقرارها وازدهارها.
تسترشد سياسة الاتحاد الأوروبي في منطقة المتوسِّط بهدي من سياسة الجوار الأوروبي وخطط العمل ذات الصلة. وفي مجال البيئة، التزم الشركاء الأورومتوسطيّون بزيادة الجهود في سبيل تخفيض تلوّث المتوسِّط بحلول عام 2020 من خلال مبادرة "أفق 2020". وترمي المبادرة إلى معالجة أبرز مصادر التلوّث ومنها مياه الصرف الصحي والنفايات البلديّة والانبعاثات الصناعيّة بحلول عام 2020.

وهنالك مبادرة مهمّة أخرى تتمثل بالمكوِّن المتوسطي لمبادرة الاتحاد الأوروبي في مجال المياه . وتهدف هذه المبادرة إلى المساهمة في تحقيق الأهداف الإنمائيّة للألفيّة والأهداف الخاصة بالقمّة العالميّة للأمم المتحدة حول أهداف التنمية المستدامة الخاصة بالمياه والصرف الصحّي من خلال اعتماد سياسات الإدارة المتكاملة للموارد المائيّة والأجراءات المرتبطة بها على المستويين الوطني والإقليمي.

أمّا على المستوى الدولي، فلقد تعهّدت دول المتوسِّط بتطبيق إستراتيجيّة المتوسّط للتنمية المستدامة التي أعدّها مجلس المتوسِّط للتنمية المستدامة والذي أنشئ تحت برنامج الأمم المتحدة للبيئة/خطّة عمل المتوسِّط (UNEP/MAP). وفي عام 2008، وقّعت الأطراف المعنيّة باتفاقيّة برشلونة بروتوكولاً بشأن الإدارة المتكاملة للمناطق الساحليّة للبحر المتوسِّط حيث تم تحديد التكيّف مع التغير المناخي كأحد الأولويات. ويُسلّط إعلان مراكش الذي اعتمده مؤتمر برشلونة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2009 الضوء على ضرورة مسارعة العمل للتغلب على التأثيرات الخطيرة المحتملة على كل من النظم البيئية والموارد المترتبة عن التغيير المناخي .

وبتاريخ 13 تموز/يوليو 2008، قام رؤساء دول وحكومات الدول الأوروبيّة والمتوسطيّة بإنشاء ما يُعرف ب "الأتحاد من أجل المتوسِّط" وذلك بهدف إعطاء زخم جديد للتعاون في المنطقة انطلاقاً من الأنجازات التي تم التوصل إليها في إطار عمليّة برشلونة. وتُشكِّل إزالة التلوّث عن المتوسِّط إحدى الأولويّات التي حددتها قمّة باريس حول المتوسِّط؛ حيث تمّ الاعتراف مجدداً بأهميّة المياه الأمر الذي يقتضي تكثيف الجهود وضمان التنسيق المستمر من قبل السلطات على جميع المستويات وبما في ذلك القطاع الخاص، سيّما المؤسسات الماليّة.

وبموجب الصلاحيّات التي منحها رؤساء الدول للوزراء، خرج هؤلاء في المؤتمر الوزاري حول المياه المنعقد في الأردن بتاريخ 22 كانون الأوّل/ديسمبر 2008 بالخطوط التوجيهيّة الأساسيّة لوضع مسودة الإستراتيجيّة المتوسطيّة للمياه (SWM) وخطّة العمل الملحقة بها.

وتتمثّل أبرز أولويّات الإستراتيجيّة الجديدة بما يلي:
- حوكمة المياه
- المياه والتغيير المناخي
- تمويل المياه
- إدارة الطلب على المياه وكفاءة استخدام المياه عن طريق استخدام الموارد المائيّة غير التقليديّة

وعلى الرغم من التوافق حول مضمون الإستراتيجيّة، إلا أنه بفعل غياب الاتفاق السياسي بين الأطراف، فقد عجز المؤتمر الوزاري الأورو متوسطي الرابع حول المياه الذي انعقد في شهر نيسان/أبريل 2010 في برشلونة، عن التوصّل إلى صيغة نهائيّة حول الإستراتيجيّة. ولا يزال اعتماد مسودة الإستراتيجيّة عالقاً.


وبالنظر إلى هذا الوضع، أطلقت المفوضيّة الأوروبيّة البرنامج الإقليمي بعنوان "الإدارة المستدامة والمتكاملة للمياه" (SWIM Programme) بهدف تطبيقه ضمن إطار آليّة الشراكة والجوار الأوروبي (ENPI).
تتمثل الدول الشريكة في برنامج الإدارة المستدامة والمتكاملة للمياه بما يلي: الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة والأردن وإسرائيل والجزائر، وتونس وسوريا، ولبنان، ومصر، والمغرب.
ويعالج المشروع المحاور الأربعة المُشار إليها في مسودة الإستراتيجيّة المتوسطيّة للمياه (أي حوكمة المياه، والمياه والتغيير المناخي، وتمويل المياه وإدارة الطلب على المياه وكفاءة استخدام المياه وكذلك الموارد المائيّة غير التقليديّة) بالأضافة الى تقديم الدعم للتدابير الملموسة التي قد تنبثق عن مسودة الإستراتيجيّة – في حال تم اعتماد الأخيرة – بحيث لا تكون متابعة التطوّرات الملموسة على مستوى المنطقة مشروطةً باعتماد مسودة الإستراتيجيّة.
كما يتطرّق المشروع إلى قضايا المياه المرتبطة بمصادر التلوّث الثلاثة التي حددتها مبادرة أفق 2020 للتخفيض من تلوّث البحر الأبيض المتوسِّط: النفايات البلديّة ومياه الصرف الصحي في البلديّات والانبعاثات الصناعيّة.

SMTWTFS
28
29
30
31
1
2
3

تقع مسؤوليّة إدارة الموقع على عاتق آليّة دعم الإدارة المستدامة والمتكاملة للمياه

Go to top